اخوتي لايضمن احد منا مهما بلغ من اليقين والايمان ان الله تعالى
يتقبل منه ركعة واحده ، وكان السلف يحلفون لو انهم لويعلمون ان الله قد
تقبل منهم ركعة واحدة لكان الموت هو غاية مايتمنونه
فكانوا
يجتهدون في المحافظة على السنن الرواتب ويكثرون من النوافل فقد روي عن
الامام احمد انه كان يصلي من الليل اكثر من مائه وخمسين ركعة، وقد صح عن
ابن عمر انه اعطى ابنه دينارا ليتصدق به ، فاخرجه الولد وتصدق به ، ثم رجع
الى ابيه فقال له : تقبل الله منك يا ابت ، فقال ابن عمر لو اعلم ان الله
تقبل مني سجدة لم يكن غائب احب الي من الموت ..وصدق رضي الله عنه
لو
اننا نعلم ان الله يتقبل منا صلاة واحدة لتغيرت احوالنا والله ، عن عمار
ابن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (
ان العبد ليصلي الصلاة مايقبل منها الا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها
خمسها ربعها ثلثها نصفها ) و النوافل تكمل ما نقص من أداء الفرائض ، ولكن
الكثير منا يصلي الفرض وينصرف وكأنه ايقن ان الله قد قبل صلاته التي صلاها
وانها قبلت كاملة غير منقوصة لم يسرح ذهنه ولم يذهب قلبه في اودية الدنيا
، بل وكأنه سلم من الشيطان الذي يترصد به ويريد ان يصده عن ذكرالله وعن
الصلاة... فسبحان الله ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم
الصلاة يقول ربنا عز و جل لملائكته و هو أعلم : انظروا في صلاة عبدي أتمها
أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة و إن كان انتقص منها شيئا قال :
انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي فريضته ثم
تؤخذ الأعمال على ذاكم .